على الرغم من عدم احتوائه على نشاطات مسلّية أو خرافيّة
منتجع يعفور .. القابع على حواف دمشق
عندما ذهبت لقضاء العطلة مع العائلة لعدة أيام دون أن يشغلني عمل أو دراسة
ولا حتى جهاز حاسوب أنغمس بشاشته حتى نسيان نفسي لساعات طويلة
استيقاظي في الصباح الباكر لمشاهدة ولادة يوم جديد
وإيقاظي للجميع حتى نخرج جميعاً لاحتضان مائدة الفطور وملئها بأطباق حبّ ومودّة وسعادة سويةً
ونبدأ يومنا بتبادل الأحاديث والأخبار والضحكات والأهم بعناقات نظرات الحبّ التي تغني عن أي لغة قد نعرفها
فتغدو وجبة الفطور لا طعاماً يملئ المعدة فحسب .. وإنما حبّ ومودّة تملئ الروح حياة
هناك حيث لا عمل ولا دراسة ولا عجلة ولا مواعيد
حيث تتحول تفاصيل الحياة إلى مشاعر تغمرنا وتغمر من نحبّ بدفءٍ لا نهاية له ولا تفسير
يذكرني أن أجدادنا اعتادوا على ترديد عبارة: "الجنة بدون ناس ما بتنداس" لأنهم عرفوا وأيقنوا
أن أجمل الأماكن في العالم .. ولو كانت الجنة لن تكون ذات معنىً إذا لم يكن من نحبّ حولنا
هناك حيث كنت لا أفعل شيئاً سوى النظر في أعين من أحب حد الامتلاء
حدّ نسيان الوقت ونسيان العمل ونسيان الدراسة وكل ضغوطات الحياة وآلامها بمجرد وضع رأسي على كتف فردٍ من عائلتي
والاستغراق في الحبّ
هناك حيث أدركت أن الوحدة ماهي إلا فترات مؤقتة قد يطلبها الدماغ للراحة من كل ما حوله فحسب
وأن العائلة دواء .. والحبّ دواء .. والعناق دواء
وأن ما يجمعنا بمن نحبّ .. ليس مجرد صلة قرابةٍ أو دمٍ أو صداقةٍ أو عاطفة
بل هو اتصال أرواح في عالمٍ لا نستطيع إدراكه بحواسنا .. لا نستطيع رؤيته بأعيننا المجردة ولا سماعه بآذاننا
في عالمٍ لا تلمسه أيدينا .. بل تلمسه قلوبنا ويعيشه وجداننا
وكل ما ندرك منه هو إحساسنا به .. وحاجتنا إليه .. ونفاذ كلماتنا عندما نريد الحديث عنه
في عالمٍ يكون الصمت في حَرَمِهِ بلاغة!!
#غاليلوو
Comments
Post a Comment