"لا تكن ليّناً فتُعصر ولا قاسياً فتُكسر"

"لا تكن ليّناً فتُعصر ولا قاسياً فتُكسر"

لربما يحتاجنا إدراك ذلك والإيمان به عدّة سنوات من العصر والكسر .. فكما يقول أجدادنا: "الواحد ما بيتعلّم إلا من كيسه". مع الأسف، فلو أننا فقط ننظر في تجارب غيرنا ونتعلّم من أخطائهم حتّى لا نقع في الحفر التي وقعوا فيها، لكان طريقنا ربما أقصر بكثير مما هو عليه الآن.
السؤال هنا، هل نحنا فعلاً بحاجةٍ للشعور بتلك الخدوش والكدمات في أروحنا وقلوبنا حتى نحفظ الدرس؟
يبدو أنه في كثير من الأحيان، سيكون جواب هذا السؤال، نعم.
ذلك أن الجرح الذي ينغرس في أفئدتنا، وحده سيذكّرنا دوماً بعواقب القيام بهذا الأمر أو ذاك أو اتّباع هذه الطريقة أو تلك. قد نتعلّم من تجارب الآخرين ولكن ما عدد التجارب التي لم نخضها بأنفسنا وبقيت عالقة بذاكرتنا؟
بطبيعة الحال، إن لم نعشها نحن، نمارس أخطائها، نتقاسم عواقبها، لن تتشبّث في أنفسنا، تلك التجارب والمغامرات واللحظات المجنونة والقرارات المليئة بالحماقة والردود الغبيّة التي تشكل جزءاً من شخصيّتنا، تماماً كما النجاحات والكلمات المرموقة والأحاديث المضرّجة بالذكاء والقرارت التي تقذفنا من حافة الهاوية فتعلّقنا على شمّاعة القمّة.
جميع تلك التفاصيل هي في نهاية الأمر، نحن! نعم ، بتلك البساطة.
كلّ ما يمكننا القيام به تجاهها، هو تخزينها في مكانها الصحيح. ألّا نبقى عالقين فيها، وفي الوقت نفسه ألّا ننساها.
أن نتعلّم، أن نحكي تجاربنا، أن نُعلّم. ربّما لن ينصت لها البعض والأكيد أن الكثيرين لن يتعلّموا منها فعليّاً.
ولكننا خُلقنا، كائناتٌ مجبولةٌ على الأخذ والعطاء معاً، وشاذٌّ عن الفطرة البشريّة من يعيش ليأخذ فقط.
إذاً، بكل وضوح وبساطة .. عِش تجاربك، ولا تظنّ أنّ أحداً لا يُخطئ .. فـ"كُلّ ابن آدم خطّاء"
المهم أن نتعلّم منها، ولا نعلق في الماضي، بل نمضي إلى المستقبل بحكمةٍ أكبر!

#غاليلوو 💗


Comments