عليك انتظار المقابل .. أحياناً

لطالما سمعنا منذ طفولتنا العبارة القائلة: "عميل خير وكبّ بالبحر" أو "أعطِ ولا تنتظر المقابل"، حسناً، لا يمكن لأيّ منّا إنكار أهمية العطاء وجمال المشاعر التي يمنحنا إيّاها مهما كانت نتيجته. هنالك نشوة عظيمة تعتري أرواحنا بمجرد أن نعطي "من القلب" وبكامل المحبّة والرغبة لفعل ذلك ولكن هل علينا حقّاً عدم انتظار المقابل "دوماً"؟

جوابي الشخصيّ وبعد التجربة: "لاااااا .. عليك في بعض الأحيان انتظار المقابل بل والمطالبة به وعدم التنازل عنه"

يا لطيف! .. هكذا تقول في نفسك وأنت تقرأ كلماتي هذه، أعرف، ولربما تقول أيضاً ما هذا الهراء الذي تسكبه هذه الفتاة في مدوّنتها وتنشره ليراه الكثيرين وتصيبهم العدوى. نعم، هذا هو جُلّ مرادي من هذه المقالة، نشر العدوى للجميع لكيّ يطالبوا بمقابل عطائهم فهو من حقّهم سواءً اقتنعوا بذلك أم لم يقتنعوا.

ولعلّ أهم الأماكن التي عليك البحث فيها عن ذلك المقابل هو عملك. لا أتحدّث هنا فقط عن المقابل الماديّ (الراتب) الذي تتقاضاه مقابل المهام التي تقوم بها فحسب وإنّما عن "التقدير" فهو أهمّ من النقود بكثير، لأنّك وبمجرد أن تدرك أن من تعمل معهم مستعدّون لتقدير الجهود التي تقوم بها من أجل إنجاح الشركة أو المشروع أو العمل، فإنّ إنتاجيّتك وحبّك لعملك سيزدادان تلقائيّاً لأنك ستشعر بالحبّ والامتنان تجاه عملك وبالتالي، سيؤثّر هذا على راتبك الشهريّ وتطوّرك الوظيفي بشكل تلقائيّ.

الحاجة لأن تُقدّر جهودنا، هي حاجة مهمّة في حياتنا، مثلها كمثل الحبّ والصداقة وغيرها من الحاجات التي إن لم نقم بإشباعها سنشعر التعاسة والنقص وبالتالي فإنّ أدائنا قد ينحدر أو حتّى سيؤثر ذلك على جوانب حياتنا الأخرى. لذا، إيّاك والتخلّي عن حقك في الحصول على التقدير لما تبذله في عملك. كُنّ أول مُقيّم لنفسك، قوّها حيث تضعف، وامتنّ لها حين تنجح، وأنصفها حين تُظلم، ولا تتردّد بالبحث عن المكان الذي يُشبع لديك هذه الحاجة فهي، من دون شّك، من حقّك!

#غاليلوو 💗


Comments