حان وقت العودة للحاضر .. اربطوا الأحزمة ..!!


لطالما نُخرت أدمغتنا منذ نعومة أظفارنا بأمجاد الماضي وانتصارات الأجداد و و و
لننظر للحاضر فلا نجد منها لا أنقاضَ ولا بقايا سوى ذلك الذي يتغنّى بها ليل نهار وهو (يلّف رجلاً على رجل) ويشاهد برامج الغناء والرقص وأخبار الفنانين وآخر صيحات الموضة وبرامج النزاعات الفكرية والسياسية التي لا تغني ولا تسمن من جوع

طيّب عزيزي المُهلل العالق على أرصفة الماضي .. إليك التالي:
لا يوجد قانونٌ كونيّ يجعل من الأمجاد حكراً على جيلٍ دون الآخر، واتّهامك الأجيال الجديدة بالتراجع والتواني والفشل ليس إلا انعكاساً لصورة نفسك في الآخرين، فقد قال أحد "أجدادك" يا صديقي:
"لا تقل أصلي وفصلي أبداً .. إنما أصل الفتى ما قد حصل"
وأمّا بعد، فالنجاح أمرٌ نسبيّ لا يختلف فقط من شخصٍ إلى آخر، أو بيئةٍ إلى أخرى بل حتّى من جيلٍ إلى جيل. فمعايير النجاح بالنسبة لجيل السبعينات مختلفةٌ كليّاً عن معايير نجاح جيل الألفيّة الجديد الذي أبصر النور من خلال الهواتف الذكيّة والشبكة العنكبوتيّة وغيرها من التقنيّات المتطورة التي باتت، دون إرادتنا، جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة كالطعام والشرب.
وبالتالي، قد يبدو شابٌ في الـ20 من عمره بالنسبة لك فاشلٌ ضمن معاييرك الخاصّة إلّا أنّه ناجحٌ جداً على مستوى معايير أبناء جيله. لذا، (ارحمنا) من معاييرك التي ليست بالضرورة صحيحة! وكفاك (تحطيماً) لمعنويّات الأجيال الجديدة فهي في أكثر أوقات حاجتها للتشجيع والتحفيز وخاصّة أنها وُلدت ونشأت في عصرٍ من الجنون الفاحش الذي يغمر جميع أنحاء العالم. وقد خلق التطور التكنولوجيّ الهائل المتسارع شرخاً كبيراً بين الأجيال القديمة والحديثة مما أدى إلى ضياع الكثير من اليافعين في البحث عن هويّاتهم وأنفسهم. إلّا أن ذلك لم يقف حاجزاً بوجه الكثير من الشباب والشابات لتحقيق الكثير وتطوير أنفسهم فيمكنك اليوم أن تجد شاباً في العشرين يقود حملةً تنموية أو شابةً لا تزال في الجامعة تعمل على تطوير مشروعها الخاص أو مجموعةً من اليافعين ينظّمون حدثاً هامّاً والعديد من الأمثلة الأخرى التي ما هي إلا دليل على أن التطور التكنولوجيّ لربما أنشأ جيلاً أقلّ جديّةً بمظهره ولكنّه أكثر صلابةً في داخله وأكبر إصراراً على التغيير من الأجيال السابقة التي كان معظمها يعيش على مبدأ (فلنعِش الحيط الحيط ونقُل ياربّ السترة).
لذا، (كفى)! ✋ فقد حان وقت التعلّم من الماضي، العودة إلى الحاضر، والعمل من أجل المستقبل!

#غاليلوو 💗




Comments