"لاب توبي نفس لون لاب توبك .. وبحبه كتير رغم أنو لون بنّاتي .. الكل بيتمسخر عليي لهيك ما عاد استرجيت طلعه قدام حدا..."

هكذا بدأ أحد أصدقائي حديثه بعد مشاهدة صورة نشرتها في يوميّاتي .. 

الصور النمطية (Stereotypes) هي أحد أهم الظواهر التي تؤدي إلى تحوّلنا إلى أشخاص لسنا عليهم .. فنبدأ بتبنّي أفعال وتصرفات وطباع لا تُعبّر عنّا .. ونُحيط أنفسنا بأناس ومجتمع لا ننتمي إليه .. لذا، نفقد شعور الأمان والانتماء ويتحوّل بداخلنا إلى شعورٍ بالغربة .. لأننا ببساطة في هذه الحالة غريبين عن أنفسنا حتّى ..

من سنّ هذه القوانين أو القواعد .. من خصص لونًا معينًا لجنسٍ معين .. ومن قال أن المهنة كذا لا تصلح إلا للرجال أو النساء .. ومن أقرّ أن فئة معيّنة غير قادرة على المساهمة في بناء المجتمع .. ومن سمح بتأطير حياتنا وقولبتها بهذا الشكل المؤذي للهوية الفريدة التي يمتلكها كلّ منّا؟!..

المجتمع .. ما هو إلا نحن .. وهذه القواعد والعادات التي تخنقنا ما أتت إلا منّا نحن .. لذا، حان الوقت اليوم كي نبدأ بالتفكير أبعد من هذه القوقعة التي حشرنا أنفسنا بها .. وأن نحترم أن لكل شخص حقّ الاختيار حتى في أتفه الأمور بدءًا من شكله وطريقة لباسه والأشياء التي يحبّها ولونه المفضّل والموسيقى المفضّلة والأجواء التي يشعر بالراحة فيها .. وانتهاءً بقراراتٍ أكبر كاختيار الانتماء الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي واختيار شريك الحياة وأسلوب الحياة والأهداف والطموحات والخطط المستقبلية ..

التغيير المجتمعي يحتاج منّا وقتًا أكبر من المتوقع دومًا لأنّه تغيير فكريّ وثقافيّ قبل أن يكون أي نوع آخر من التغيير .. لذا، وبينما نحن نسعى لتطوير المجتمع وتغيير مفاهيمه إلى ما يُنصف جميع فئاته .. علينا أن نتذكّر دومًا أن الإصغاء لما يؤذينا يؤذينا .. وأن السماح للآخرين برسم طريق حياتنا يؤذينا .. وأن حشر أنفسنا في قوالب ليس على مقاساتنا سيدمّرنا نحن .. وفي لحظة الانهيار هذه لن نجد أحدًا ممن دفعنا لحشر أنفسنا فيها منذ البداية .. سيتلاشون .. تمامًا كما تلاشت أيام عمرنا المعدودة في محاولاتنا البائسة لإرضاء الآخرين على حساب أنفسنا ...

#غاليلوو 💛

Image may contain: people sitting and screen

Comments

  1. أحزنني هذا المنشور. أتمنى أن يرى صديقك هذا الرد، ويخرج من قوقعته.

    ReplyDelete

Post a Comment