اعتدت أن أكتب لنفسي رسائل كل عدّة أيام .. وانقطعت عن هذا العادة في شهر آب الماضي لأنني فقدت القدرة على الكتابة لنفسي أو لأيّ أحدٍِ في تلك الفترة .. البارحة مساءً كنت أرتّب الأغراض على مكتبي فوجدت الدفتر وقررت أن أكتب .. لم أكتب ولكنني أعتبرها الخطوة الأولى للعودة إلى نفسي أكثر .. في الفترة الماضية، ظننت أنني فقدت نفسي بالفعل وأنني من المحال أن أعود إليها .. اليوم، أشعر أنني ما فقدتها إلا لأجدها في مكانٍ أفضل وبحالٍ أقوى .. وما الرسائل التي أكتبها لنفسي إلّا محاولةً منّي للتقرّب منها أكثر .. وفهمها أكثر .. والغوص في أعماقها أكثر .. 

قرأت منذ يومين مقولة بما معناه (نسيت المقولة بالضبط ونسيت من قالها):

"نقضي سنين عمرنا في محاولة فهم أنفسنا ثم يأتي أحدهم ويجلس معنا ساعة فيقول أنّه يفهمنا أكثر من نفسنا!"

وبالفعل هذا ما يحدث .. إن أحد أهم أجزاء النضوج برأيي هي وعينا بأنّه علينا دومًا السعي لفهم أنفسنا ومعرفتها حق المعرفة .. وأنه مهما كان أحدهم قريبًا منّا ففي داخلنا أشياء لن يعيها أحدُ غيرنا مهما بذل مجهودًا كبيرًا أو حاول ذلك ..

وبالمناسبة، لكلٍّ منّا طرقه الخاصة للتقرّب من نفسه والكتابة هي إحدى أجمل الطرق برأيي لأنها تسمح لنا بمخاطبة ذواتنا كما لو أنها إنسانٌ منفصل عنّا وبهذا نأخذ خطوة للوراء لنرى الأمور بوضوحٍ أكبر مما عليه ونحن داخله ..

بعض ما كتبت لنفسي البارحة:

"مرحبًا غالية!... لم أكتب لك منذ وقتٍ طويل .. أعلم أنّك مررت بالكثير في الشهور الأربعة الماضية ولكنني أعلم أيضًا أنك كنتِ قويةً كفاية للنهوض مجددًا، بمساعدة عائلتك ومن يحبونك طبعًا .. اليوم، أنت إنسانة أفضل رغم الأخطاء والثغرات التي عليكِ العمل على تحسينها إلّا أنّك لم تستسلمي على الأقل عندما كان لديكِ مئات الأسباب لفعل ذلك .. بالمناسبة، أنا أحبّك وأحبّ كل التفاصيل المتعلّقة بكِ .. استمري بحبّ نفسكِ فأنت تستحقين أشياء جميلة والكثير من الحبّ والاهتمام..."

((سأكون سعيدة إن شاركتموني الطرق التي تحاولون من خلالها فهم أنفسكم في التعليقات أو عبر رسائل الصفحة))

#غاليلوو 💛