شردتُ للحظاتٍ اليوم وأنا أشاهد مجموعة يافعات يتعلّمن رياضة التنس Tennis .. كانت الكرات تترامى في كل الاتجاهات ولم تكنّ قادرات على صدّها إلا أنهنّ استمررن بالمحاولة لأكثر من نصف ساعة (طبعًا هذا الوقت الذي شاهدتهم فيه) .. حفّز مشهد الكرات المتناثرة مخيّلتي .. فلم أجدني إلّا وأنا أتخيّل هذه الكرات على هيئة مصائب ومشكلات صغيرة وكبيرة تتهاوى وتُرمى في وجه إنسانٍ ما وهو مبتدئٌ غير قادرٍ على التحكم بزمام الأمور واستيعاب عددها الكبير .. ومع الوقت يتعلّم هذا الإنسان كيف يواجه بعض المصائب الصغيرة ومن ثم الأكبر منها والأكبر والأكبر والأكبر .. فكلّما تمسّك بالمضرب أكثر وحاول التركيز والتمرّن، ازدادت مهارته في صدّ الكرات أكثر ..

تمامًا هي حياتنا .. خبراتنا .. ومصائب حياتنا .. تتساقط علينا من كلّ حدبٍ وصوب .. وفي مقتبل العمر نكون بالحماس الكافي جدًا للاندفاع باتجاهها دونما تركيز على كيفية صدّها ببراعة .. ومع الوقت والتجارب الحياتية التي نمرّ بها .. نكتسب هذه المهارة في التصدّي للمصائب والصعاب .. وتقدير عزم وقوة تحريك المضرب .. واتجاه حركته وحركة يدنا .. وأي اتجاهٍ علينا أن نذهب لصدّ هذه المصيبة أو تلك .. وهذا تمامًا ما يُدعى بالخبرة .. التي تولد من التجربة والممارسة بالإضافة إلى التوجيه من قبل أصحاب الخبرة واكتساب المعلومات ومن ثم تحويلها إلى معارف ومهارات مختلفة ..

في النهاية، وعند النظر إلى الخلف، سنجد أننا ممتنون للغاية لكل كرة صفعتنا لأنها كانت من أهم سبب صقل جوهرنا وتحويلنا إلى ما نحن عليه اليوم...

#غاليلوو 💛
Ghalia M. Turki

woman about to smash tennis ball during daytime

Comments